بحـث
المواضيع الأخيرة
رحلة الى اريحا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رحلة الى اريحا
الطريق إلى أريحا
توجد هنالك العديد من المواقع التاريخية المثيرة للاهتمام والتي يتوجب زيارتها تقع على طريق القدس الرئيسي المؤدي إلى أريحا حيث شقت هذه الطريق في وسط منطقة شبه صحراوية تعرف محلياً باسم بريّة القدس، هذه المنطقة الصحراوية تقدر بحوالي 500 كيلو متر مربع ولا تحتوي على أية مياه وقد كانت مزاراً للرهبان في الحقبات الزمنية السابقة حيث كانوا يتأملون ويتعبدون في أجواء هذه البرية الصافية و الهادئة، واليوم أيضاً وبنفس سحر الأزمنة القديمة يقوم البدو الموجودون هناك بنصب الخيام على أطراف الطريق الممتد إلى أريحا ولكن الشيء الوحيد الذي ينغص هذه الحياة البسيطة التي يعيشونها هو ظهور مستوطنتين إسرائيليتين في المنطقة، ظهرتا بشكل مفاجيء وبدون سابق إنذار تحصل هذه المستوطنات على المياه عن طريق حفر آبار عميقة تصل إلى مخزون المياه الجوفي مما يؤدي إلى التأثير على جريان المياه الطبيعي إلى مدينة أريحا.
العيزرية
على مسافة 4 كيلو مترات شرقي مدينة القدس وعلى الطريق الرئيسي ( القدس - أريحا ) تقع القرية الفلسطينية المعروفة باسم العيزرية، توجد في هذه القرية الكنيسة المعروفة باسم بيثني، الاسم العربي للقرية مشتق من الاسم الإغريقي القديم لازاروس والذي وفقاً لكتاب العهد الجديد أن السيد المسيح عليه السلام قد أقامه من بين الأموات، في القرن الرابع الميلادي بني على ضريح لازاروس معبد صغير، حول هذا المعبد فيما بعد إلى كنيسة في فترة حكم الصليبيين، بعد ذلك تم تحويل الكنيسة إلى جامع لكنها أعيدت إلى كنيسة في القرن السابع عشر، الكنيسة الموجودة حالياً بنيت في سنة 1950 على يد الرومان الكاثوليك، في الجوار أيضاً توجد الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بقبتها الزرقاء الرائعة ( أوقات الزيارة من الساعة الثامنة إلى الحادية عشرة والنصف وكذلك من الساعة الثانية إلى الخامسة مساءً )
الخان الأحمر
على بعد 10 كيلو مترات شرقي مدينة القدس و على الطريق الرئيسي المؤدي إلى أريحا يقع الخان الأحمر والمعروف أيضاً بالخان السامري، الخان هو عبارة عن بناء عثماني من القرن السادس عشرة، كان مزاراً للتجار على هذا الطريق القديم الذي يربط ضفتي نهر الأردن حيث كانوا يتوقفون للاستراحة وإطعام الخيول.
أما اليوم فيوجد هنالك متجر للتذكارات وخيمة بدوية تقدم المرطبات للسياح، على الجهة المقابلة توجد هناك آثار واضحة لكنيسة سان يوثيميوس التي بنيت في القرن الخامس وأصبحت المركز الهام للنساك في فلسطين، بنيت هذه الكنيسة في هذا الموقع تمجيداً لقصة السامري الطيب الذي ساعد المسيح عليه السلام في رحلة العودة إلى القدس، اسم "نزل السامري الطيب" هو مشتق من هذه القصة وقد استمرت هذه الكنيسة إلى القرن الثالث عشر إلى أن قام بتدميرها السلطان المملوكي بيبرس وذلك لأنها كانت مقامة على طريق الحجاج الزائرين لمقام النبي موسى، على التلة الموجودة خلف الخان تقع مستوطنة معاليه أدوميم التي أقيمت سنة 1978 بعد احتلال الأراضي المقامة عليها والتي أصبحت بمثابة مدينة الآن، تسعى السلطات الإسرائيلية الآن إلى دمج المستوطنة إلى ما يعرف بمشروع القدس الكبرى.
( دير السان جورج ) وادي القلط
بعد اجتياز الخان الأحمر تبدأ الطريق بالانحدار نحو وادي الأردن، وبعد اجتياز الخان بثلاثة كيلو مترات توجد هنالك طريق ضيقة على الجهة الشمالية تؤدي إلى وادي القلط ودير السان جورج ( دير القلط )، الوادي هو انهدام طبيعي بين الهضاب المجاورة وهو مكون من جدران صخرية عالية تمتد لمسافة 45 كيلو متر بين أريحا والقدس، الطريق الضيقة والوعرة التي تمتد بمحاذاة الوادي كانت في يوم من الأيام الطريق الرئيسي لمدينة أريحا ولكنها تستعمل الآن من قبل السياح الزائرين للدير.
في القدم، كان الوادي والجداول وأنظمة الري القديمة تعتبر الأكبر والأكثر أهمية في البلاد.
سكن النساك والرهبان هذا الوادي منذ القرن الثالث الميلادي،فقد سكنوا في البداية في الكهوف ثم في كوات صغيرة في الصخر، لكنهم بدءوا في بناء الأديرة في القرنين الخامس والسادس، تم بناء العديد من هذه الأديرة هنا، ولكن دير سان جورج هو الوحيد الذي نجا من التدمير خلال فترة الغزو الفارسي سنة 614 بعد الميلاد، تم تدمير هذا الدير وقتل العديد من الرهبان والنساك، في داخل الدير يتم عرض العديد من الجماجم والمومياوات للرهبان القتلى.
يعرف الوادي أيضاً كموقع رائع لممارسة رياضة تسلق الجبال و المشي خصوصاً في فصل الشتاء،فقد تم وضع علامات مميزة على طريق مخصص للمشي بطول 15 كيلو متر يبدأ من ينابيع القلط وحتى موقع "تلول أبو العلايق "أو "قصر هيرودوس الشتوي " في أريحا، أوقات الزيارة من الساعة التاسعة وحتى الثانية عشرة ومن الساعة الثانية وحتى الساعة الرابعة.
مقام النبي موسى
من المتعارف عليه محلياً أن مقام النبي موسى يعتبر مكاناً مقدساً لأنه يضم ضريح النبي موسى، فالنبي موسى عليه السلام يعتبر من اهم الرسل في حياة المسلمين.
الحجارة الحمراء القابلة للاشتعال تزيد من قداسة وحرمة هذا المقام، هذه الخاصية الرائعة في هذه الحجارة ترجع إلى احتواء الأملاح الموجودة فيها على القطران و الزيت،وقد استخدم الحجاج هذه الحجارة للطهي وللحصول على الدفء في فصل الشتاء.
لقد كان هذا الضريح مركزاً للمهرجان السنوي الذي يقيمه الحجاج والمعروف باسم "المواسم" وذلك من أيام القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الطغيان الصليبي في القرن الثاني عشر الميلادي، المسلمون يعتقدون بأن سيدنا موسى عليه السلام قد دفن هنا مع العلم ووفقاً لكتاب العهد القديم ( سفر تثنية الاشتراع 34 ) لم يدخل سيدنا موسى عليه السلام فلسطين أو أرض الميعاد أبداً، ولكنه في الأغلب مات في جبل نيبو في الأردن.
البناء الحالي مكون من الجامع و المنارة وحجرات مختلفة وقد أكتمل في سنة 1269 بعد الميلاد خلال فترة حكم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الذي حكم في الفترة الممتدة بين 1260 و 1277، قام هذا السلطان بتوريث العديد من الأراضي الزراعية والقرى كأراضي " وقف " للحفاظ على المقام ، من هذه الأراضي ترمس عيا، المزرعة، خربة أبو فلاح، صور باهر، وكذلك أراضي وادي القلط، في حقبات زمنية لاحقة تم ضم أراضي وقرى أخرى من منطقة نابلس وعجلون.
تم إضافة العديد من الغرف للحجاج والتي غيرت من معالم المقام الخارجية حتى وصل إلى شكله وحجمه الحاليين في 1475 ميلادي،كذلك أجريت إصلاحات أخرى هامة خلال الحكم العثماني في 1820، هذه المعلومات موثقة في نقش حجري موجود في أعلى المدخل الغربي للمقام.
مواسم النبي موسى
إن تطور الاحتفال السنوي الذي يقيمه الحجاج في مقام النبي موسى يرجع إلى أيام القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من أيدي الصليبيين، وكدليل على عظمة المسلمين ونواياهم الحسنة اتجاه المسيحيين سمح القائد صلاح الدين الأيوبي بموجب شروط معاهدة أقامها مع المسيحيين بزيارة الأماكن المقدسة في عيد الفصح المجيد، لهذا السبب فإن أوقات الحج لدى المسيحيين واحتفالات النبي موسى هي دائماً في الأسبوع الذي يسبق عيد الفصح، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت القدس مزاراً لآلاف المسلمين من كافة أنحاء فلسطين في ما يعرف بيوم الجمعة الحزينة، يقومون في هذا اليوم بالصلاة في المسجد الأقصى ومن ثم يسيرون بتجمعات ضخمة ومهيبة يغنون الأغاني الدينية ويرقصون رقصات الدبكة الشعبية ويعزفون المزامير ويقرعون الطبول حتى يصلون إلى المقام لتستمر الصلوات والاحتفالات من ركوب الخيل والألعاب المختلفة لمدة خمسة أيام متتالية حول المقام، وعلى مرّ السنين أصبح هذا الاحتفال أحد أجمل وأشهر الاحتفالات في فلسطين.
احتفال "المواسم" هو بمثابة احتفال ومناسبة دينية وهو يعتبر أيضا وقت للاستجمام والترفيه وهو حدث اجتماعي مهم أيضاً فهو يجمع بين مختلف طبقات الناس الذين يعيشون في فلسطين حيث يناقشون أمورهم ويقيمون روابط وعلاقات ونشاطات مع بعضهم البعض.
يأتي الوافدون من مدن بعيدة مثل حيفا، نابلس ، يافا ، الخليل، والقدس ومدن وقرى أخرى في فلسطين، من جهة أخرى ظهرت الأهمية السياسية لهذا التجمع العظيم في أحداث 1920 و 1930 حيث تظاهر العشرات من الفلسطينيين المحتفلين بمواسم النبي موسى ضد الهجرات الصهيونية والمستوطنات في فلسطين وضد حكومة الانتداب البريطاني التي أيدت هذه الهجرات في سنة 1930.فقد أستدعي الجيش البريطاني ليقمع هذه التظاهرات في هذا الموقع وفي سنة 1937 حظر البريطانيون الاحتفالات في الموقع بشكل كامل،ولكن الحجاج استأنفوا زياراتهم في سنة 1987 حيث حضر احتفال "المواسم" الذي نظمته مؤسسة الأوقاف الإسلامية في القدس أكثر من خمسين ألف فلسطيني بعد انقطاع دام 50 سنة.
الاحتفالات توقفت بعد الإجراءات الاستبدادية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الانتفاضة ( 87 – 95 ) و لكن اللجنة الخاصة لترويج السياحة في محافظة أريحا وبالتعاون مع وزارة الأوقاف الإسلامية قامت بإعادة إحياء هذه الاحتفالات تحت رعاية الرئيس ياسر عرفات سنة 1997.
وصف للموقع
يمثل بناء المقام الفن المعماري الإسلامي بأبسط وأجمل صورة، فهو بناء ضخم مكون من ثلاثة طوابق يعلوها مجموعة من القباب، ويتكون البناء من ساحة كبيرة مفتوحة تقع في المنتصف وحولها أكثر من 120 غرفة وقاعة، الجامع الرئيسي مع المنارة يقع مقابل الحائط الغربي للساحة. في الداخل، يوجد هناك محراب يشير نحو مكة المكرمة وهو يستخدم من قبل الإمام الذي يأم الصلاة، ينقسم الجامع إلى قسمين بوجود حائط مع فتحة كبيرة من القسم الشرقي الكبير وهو مخصص للرجال والقسم الغربي الأصغر المخصص للنساء، على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسي يوجد هنالك باب يؤدي إلى غرفة صغيرة يتوسطها ضريح مغطى بقماش أخضر حيث يقع مكان دفن النبي موسى عليه السلام .
يوجد هناك نقش مملوكي على الحجر باللغة العربية على الحائط ينص : " تم بناء هذا المقام على قبر النبي الذي تكلم مع الله سبحانه وتعالى وهو موسى عليه السلام بناءً على أمر من جلالة السلطان طاهر أبو الفتاح بيبرس سنة 668 هجري" لقب أبو الفتاح يعني الفاتح وقد لقب بهذا الاسم عد تحريره لفلسطين من أيدي الصليبيين .
تقوم المنارة التي تقع خارج الجامع بإضافة مظهر شمولي رائع للمقام ولوادي الأردن وللهضاب الصحراوية الموجودة في الخلف، في يوم صاف يستطيع المرء رؤية تلال مؤاب على الضفة الشرقية لنهر الأردن، وكذلك جبل نيبو الذي له علاقة مع قصة النبي موسى عليه السلام حسب الكتاب المقدس.
تخص المقبرة الكبيرة التي تقع خارج أسوار المقام المسلمين الذين توفوا خلال الاحتفالات أو الذين طلبوا أن يدفنوا هنا بسبب المكانة الدينية للموقع، ومن المتعارف عليه محلياً أن المقبرة تحتوى على ضريحين مهمين بني عليهما مقامين اثنين المقام الأكبر يقع إلى الغرب من مقام النبي موسى عليه السلام بمسافة كيلو متر واحد وهذا المقام حسب التقاليد والأعراف هو لحسن الراعي وهو راعي أغنام عمل لدى النبي موسى عليه السلام، مع العلم أنه وبالرجوع إلى المعلومات المدونة فإن حسن الراعي يكون الحارس المسؤول عن حراسة المقام في القرن التاسع عشر ومن سوء الحظ أنه تم تخريب هذا المقام في السنوات الأخيرة، اما المقام الثاني والذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية هو للسيدة عائشة وهي امرأة صالحة عاشت في المنطقة في السابق وأول ذكر لهذا المقام كان في سنة 1920.
المقام اليوم
استمر الحظر المفروض على إقامة احتفالات "المواسم" في سنة 1937 حيث استخدم المقام كقاعدة عسكرية تحت الحكم الأردني وتحت الحكم الإسرائيلي فيما بعد حتى سنة 1973 حيث سلم الموقع إلى الوقف الإسلامي في القدس، أجريت هذه الاحتفالات لمرة واحدة في 1987 ولكنها أوقفت من قبل الإسرائيليين في بداية الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال في شهر كانون أول من تلك السنة وفي سنة 1992 وضعت اتفاقية أوسلو هذا المكان المقدس تحت وصاية وزارة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية وقد كان من الضروري إجراء العديد من الإصلاحات والترميمات للمقام، وقد قامت السلطة الوطنية الفلسطينية بتعيين لجنة خاصة لهذا الأمر.
اليوم تعيش عائلة فلسطينية من مدينة أريحا في الموقع و تقوم بالاعتناء به وهم سيسعدون باصطحاب الزوار في جولة حول المقام، هذه العائلة تدير متجر صغير لبيع الهدايا الرائعة والنادرة مثل زيت الزيتون المصنوع محلياً والصابون المصنوع من الزيت والعسل حيث تذهب العائدات للمحافظة على الموقع وصيانته، يكون المقام مفتوح يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى غروب الشمس ولا توجد رسوم دخول للموقع.
ولكن التبرعات المالية التي تذهب للمحافظة على المقام وصيانة المرافق الخاصة به فهي تلاقى بالترحاب.
الموقع
يعتبر مقام أو ضريح النبي موسى عليه السلام مثلاً رائعاً للفن المعماري الإسلامي القديم خاصة وأنه مقام في بيئة طبيعية مثيرة للإلهام ، يقع المقام على بعد 8 كيلو متر إلى الجنوب الغربي من مدينة أريحا على الطريق الرئيسي الذي يربط القدس مع مدينة أريحا ويمتد من الطريق الرئيسي مسافة 2 كيلو متر إلى الشمال.
لذلك فهو يقع على بعد 28 كيلو متر إلى الشرق من مدينة القدس في منطقة شبه صحراوية تدعى برية القدس و 2 كيلو متر مروراً بالإشارة التي تدل على مستوى سطح البحر.
المعلومات السابقة هي من نسخة معدلة من النص الأصلي صادرة عن الجمعية الفلسطينية للتبادل الثقافي ( PACE ) في رام الله وكذلك عن مقالة كتبت من قبل مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في القدس ومن تقرير أعده عباس نمر نشر في جريدة القدس في 1997.
مقام حسن الراعي ومقام عائشة
حفظت المقبرة الكبيرة خارج أسوار المقام للحجاج للمسلمين الذين ماتوا هنا خلال الاحتفالات أو أولئك الذين طلبوا أن يدفنوا هنا بسبب الأهمية الدينية للمقام، وبالرجوع إلى التقاليد والأعراف المحلية فإن المقبرة تحتوي على ضريحين مهمين شيد عليهما مقامين اثنين، المقام الأكبر والذي يقع إلى الغرب من مقام النبي موسى بحوالي كيلو متر واحد هو لحسن الراعي وهو راعي أغنام عمل لدى النبي موسى عليه السلام مع أن المحفوظات تشير إلى أنه كان حارس المقام في القرن التاسع عشر، المقام الأخير في الجنوب الشرقي يعتقد أنه لعائشة وهي زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويعتقد أيضاً أن عائشة قد توفيت في سوريا فربما كان هذا المقام لامرأة صالحة عاشت هنا وكانت تسمى بنفس الاسم.
تلول أبو العلايق
الموقع مشيد بين عدة تلال منخفضة على جانبي وادي القلط وهو يقع على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا عند نقطة التقاء وادي القلط مع سهل أريحا، تستطيع الوصول إلى هذا الموقع بسلوك الطريق العام القدس / أريحا أو من المفضل سلوك طريق أريحا القديم المحاذي للوادي، إن أقدم الاكتشافات في موقع تلول أبو العلايق تعود إلى العصر النحاسي 4500-3100 قبل الميلاد ولكن البقايا المهدمة القديمة تعود للعصر الهلنستي أو العصر الروماني، كانت أريحا في فترة الإمبراطورية الرومانية حديقة غناء مليئة بالفاكهة وأشجار النخيل وقد قام مارك أنتوني بإهداء هذه المدينة الجميلة إلى كيلوبترا ملكة مصر.
وصلت المدينة إلى قمة تطورها في فترة حكم هيرودوس العظيم الذي قام ببناء قصره الشتوي في موقع تلول أبو العلايق فيعتبر هذا القصر من أفضل وأجمل الأبنية المرممة في الموقع والتي لربما كانت المركز الإداري لمدينة أريحا في ذلك الوقت، لقد بني القصر على جانبي الوادي للسماح لساكنيه بمشاهدة المياه المنسابة في الوادي في فصل الشتاء.
عثر على حديقة ضخمة من أشجار النخيل والبلسم بمساحة تقدر بـ 11000 متر مربع خلال حملات التنقيب عن الآثار من الناحية الشمالية من القصر، وقد سميت الحديقة بالحديقة الملكية وقد تم العثور أيضاً على أساسات للحائط الذي يحيط بالأبنية وكذلك على بعض الورش وبرك السباحة والأفران ومعصرة لصناعة الخمر وأنظمة مجاري وأبنية لحفظ المياه و كانت هذه المنطقة تعرف بالمنطقة الصناعية للمدينة آنذاك.
من غير المعروف متى هجر هذا الموقع ولكن التقديرات تشير إلى أن هذا قد تم حين ضربت المنطقة بزلازل عنيف في القرن الأول للميلاد، بعض الآثار في تلول أبو العلايق من العصر البيزنطي والإسلامي تشير إلى أن الموقع لم يهجر بشكل كامل ولكنه تقلص بالمساحة، لا يوجد رسوم دخول للموقع وأوقات الزيارة هي طوال اليوم.
أريحا القديمة ( تل السلطان )
إن أقدم منطقة في أريحا تقع على سفح تلة تشرف على هذه الواحة الغناء على بعد 2 كيلو متر إلى الجانب الشمالي الغربي من المدينة الحالية، أظهرت الاستكشافات الأثرية التي قام بها عالم الآثار البريطاني ك. كينيون وجود مستوطنات تعود إلى 9000 سنة قبل الميلاد، تحدد هذه الفترة، فترة الانتقال من البداوة إلى الاستقرار الزراعي، ويعتقد بوجود بقايا لـ 23 حضارة قديمة قامت بالبناء في هذا الموقع، العديد من الهياكل القديمة واضحة هنا من ضمنها أقدم نظام درج في العالم، أقدم حائط وأقدم برج دائري للدفاع في العالم حيث يعود إلى 7000 سنة قبل الميلاد وهو موجود في وسط الموقع، هذه الاكتشافات قد جعلت من مدينة أريحا أول مدينة محصنة في التاريخ، آخر سلالة قامت بالاستيطان في هذا الموقع تعود إلى العصر البيزنطي والعصر الإسلامي الأول
تعتبر مشاركة ومساهمة مدينة أريحا في الحضارة الإنسانية فريدة من نوعها، فهي تعتبر السباقة في مجالات عدة منها تدجين الحيوانات والزراعة المنظمة وكذلك اختراع صناعة الفخار.
هذه التطورات في المجتمع القديم جرت قبل 1000 سنة من فترة الميزوبوتاميا وفترة تطور مصر القديمة فالأسوار والأبراج في أريحا قد سبقت الأهرامات في مصر بحوالي 4000 سنة، تعود شهرة مدينة أريحا أيضاً بكونها دمّرت من قبل القبائل الإسرائيلية الغازية في سنة 1200 قبل الميلاد كما هو مدون في العهد القديم مع العلم ان التنقيبات الأثرية لم تشر إلى أي دليل حول هذه القصة، في الجهة المقابلة للتل يقع نبع عين السلطان حيث وفرة المياه، يبلغ نتاج هذا النبع من المياه حوالي 700 متر مكعب في الساعة والذي يجعله أهم نبع من ينابيع أريحا والتي هي نبع نويعمة، ديوك، العوجا والقلط.
سمي نبع عين السلطان بهذا الاسم لأن البابليون قد قاموا باقتلاع عيني ملك منحى عن العرش من بيت المقدس هنا، وقد أطلق عليه أيضاً اسم نبع اليشا بعد أن قام النبي إليشا بتحلية مياه هذا النبع، الموقع مفتوح للزيارة يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساءً.
جبل التجربة
كانت مدينة أريحا البيزنطية موجودة في داخل وحول المدينة الحالية الحديثة فقد تم اكتشاف العديد من الأديرة والكنائس هنا، أهمها الاكتشافات الخاصة بدير قرنطل ،يبلغ ارتفاع جبل قرنطل نحو 350 متر إلى الغرب من مدينة أريحا والتي تطل على وادي الأردن، هنا في هذا الموقع أمضى السيد المسيح عليه السلام 40 يوماً وليلة صائماً ومتأملاً خلال إغراءات الشيطان له
على المنحدر الشرقي للجبل توجد هنالك العديد من الكهوف يبلغ عددها تقريباً 30-40 كهف وقد سكنها النساك والرهبان في الأيام الأولى للمسيحية.
المسار الذي يؤدي إلى الدير اليوناني شديد الانحدار ومن الصعب تسلقه ولكن المكان يستحق الزيارة إما مشياً على الأقدام أو باستعمال العربات المعلقة وهي أول عربات معلقة أقيمت في فلسطين وكذلك وبالإضافة إلى الدير الروماني، يستطيع المرء رؤية الحصن الروماني في أعلى الجبل والذي بني ليحمي الوادي، كلمة قرنطل هي اشتقاق من الكلمة اللاتينية "فاردارغيتا" والتي تعني "أربعون" إشارة إلى المدة التي قضاها السيد المسيح عليه السلام صائماً ومتعبداً في الموقع، وقد أطلق هذا الاسم على الجبل الصليبيون في القرن الثالث عشر، أوقات الزيارة هي من الساعة السابعة صباحاً إلى الثالثة مساءً ومن الساعة الرابعة مساءً إلى الساعة الخامسة مساءً في الصيف ومن الثالثة مساءً إلى الرابعة مساءً في الشتاء.
طواحين السكر
في منتصف الطريق بين تل السلطان وجبل قرنطل وعلى جهة اليمين، تقع طواحين السكر، من المعروف أن إنتاج قصب السكر وتصنيعه كان معروفاً من زمن الأمويين، وقد قام الصليبيون بتوسيع إنتاج السكر للتصدير إلى أوروبا ولهذا قاموا ببناء طواحين سكر متطورة بقيت آثارها في مدينة أريحا، الآثار الدالة على القنوات والتي جلبت المياه من عين الديوك ما تزال ظاهرة للعيان اليوم، وقد وفرت المياه الطاقة اللازمة لتشغيل الطواحين وورشات صناعة الخزف فيها ويستطيع المرء أيضاً رؤية آثار المعصرة والمصنع القديمين.
نعران
على بعد 4 كيلو مترات إلى الشمال الغربي من مدينة أريحا تقع المدينة البيزنطية الصغيرة "نعران"، تقع هذه المدينة إلى جانب نبع عين الديوك وعين النويعمة حيث تستطيع تتبع مسار القناة التي جلبت المياه إلى قصر هشام، من أكثر الآثار الدالة على هذه القناة هي روعة القوس العظيم الذي يربط أطراف الوادي بالقرب من الينابيع، تم العثور أيضا على آثار لمعبد يهودي قديم في أسفل بيت فلسطيني، تملأ أرضيته الرسومات والموازييك وتعود إلى القرن الخامس والسادس بعد الميلاد، توجد أيضاً نقوش عبرانية قديمة تبدأ بعبارة " السلام على إسرائيل " ، هذا البيت بقي تحت السيطرة الإسرائيلية حتى بعد نقل السلطات في مدينة أريحا إلى الجانب الفلسطيني ويقوم جنود إسرائيليين بحراسة الموقع على مدار اليوم.
قصر هشام
على بعد 5 كيلو متر إلى الشمال من مدينة أريحا وفي منتصف منطقة صحراوية يقع القصر الرائع المسمى بقصر هشام، كان القصر الذي شيده الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك سنة ( 724 –743 ) م أو الوليد بن يزيد ( 743 – 49 ) م مقرا للدولة، فمن المعروف أن السلالة الأموية العربية وقد حكمت امبراطورية تمتد من الهند إلى فرنسا، وكما هو الحال مع معظم الخلفاء العرب فقد فضل الخليفة هشام بن عبد الملك حرية الصحراء على حياة المدينة في العاصمة دمشق، القصر هو عبارة عن مجموعة من الأبنية وأحواض الاستحمام والجوامع والقاعات الكبيرة.
يتكون القصر من مجموعة من البنايات و الحمامات و الجوامع و قاعات مليئة بالأعمدة الأثرية، و تعتبر الفسيفساء و الزخارف و الحلي من الأمثلة الرائعة للفن و العمارة الإسلامية القديمة. يقول الخبراء بأن زلزالا عنيفا قد ضرب المنطقة و دمر الأبنية في قصر هشام قبل أن تكتمل. و بفعل الأتربة و الأنقاض المتراكمة حفظت الفسيفساء و الرسومات الرائعة الموجودة في القصر.
و تعتبر الفسيفساء الموجودة على أرضية الحمامات إلى جانب شجرة الحياة الموجودة في غرفة الضيوف من أهم عناصر الجذب للسياح و الزوار. هذه الفسيفساء تعتبر واحدة من أجمل الأعمال الفنية القديمة في العالم. العديد من الزخارف المنقوشة من الموجودات في القصر توجد في متحف روكفلر في القدس.
قام صلاح الدين الأيوبي و جنده بمحاولة إعادة السيطرة على القصر في القرن الثاني عشر الميلادي و لكن بعد ذلك و حتى سنة 1940 من هذا القرن كان القصر بمثابة مقلاع للحجارة لأهالي أريحا.
يوجد إلى يمين المدخل متحف صغير يضم مجموعة من الأواني الخزفية التي اكتشفت في الموقع. مواعيد الزيارة من الثامنة صباحا و حتى الخامسة مساءا.
الموقع:
يقع القصر لمسافة 5 كيلو مترات إلى الشمال من مدينة أريحا. من المحتمل أن يكون القصر قد شغل مساحة واسعة و ذلك لكي يتمكن الخليفة من ممارسة هواية الصيد. بقايا السور المحيط للقصر يمكن رؤيتها مبعثرة هنا و هناك. و قد امتدت حدود القصر لتصل لمسافة كيلومترين باتجاه نهر الأردن. و لكن الحدود الشمالية و الجنوبية يصعب تحديدها بدقة. و بما أنه لم يكن هنالك ينابيع بجانب القصر فقد تم جلب المياه من نبعه النويعمة التي تقع لمسافة ثلاثة كيلومترات باتجاه الشمال الغربي. تطلب هذا إنشاء عدد من الجسور في الواديين. في الأزمنة القديمة تم استغلال المياه الجارية لتشغيل طواحين الماء في موقعين في أريحا. بقايا هذه الطواحين موجودة على بعد 100 متر إلى الغرب من القصر.
التجول في داخل القصر:
المرور عبر الجدار الخارجي من البوابة الجنوبية حيث يوجد برجين دائريين على جوانب المدخل. بعد ذلك يمكن الدخول من ساحة البلاط الأمامية بطول ثلاثمائة متر و عرض 40 متر. و هي محاطة برواق مزين بالأقواس من الأربع جهات.
حين التوجه إلى الشمال نصل إلى حوض مائي مربع بعمق متر واحد بجدران مغطاة بالرخام. و هي ملونة بالأحمر و الأصفر. كانت المياه سابقا تتدفق من نافورة في الوسط و تمر عبر فتحة من الجانب الجنوبي. و قد كانت مغطاة بسقف مزين على الطريقة الفارسية.
عند الرجوع قليلا إلى الوراء و تغيير المسار نحو الشرق لدخول البوابة الشرقية، فالمدخل الرئيسي للقصر محاط ببرجين مربعين و يوجد مقعدين حجريين على جانبي المدخل في أعلى هذين المقعدين توجد منطقة ملأ بالرسومات لأزهار و أوراق شجر يعلوها ثلاث حيث كانت تقف ثلاث تماثيل. و هي مغطاة بأقواس نصف دائرية كالتي وجدت في قبة الصخرة المشرفة في القدس. فوق ذلك يوجد السقف الذي يغطي المدخل و هي مكون من عدد من الأقواس الشرقية. و قد غطي هذا المدخل بالقطع القرميدية و التي تشير إلى أنه بني على أيدي عمال من العراق . لقد كان من الطبيعي أن يتكون السقف من أحجار موجودة في سوريا.
هذا المدخل يؤدي إلى قاعة بطول 12 متر يوجد على جانبيها 9 أعمدة مغطاة مع الجدران بالجص المزين بالأشكال الهندسية المنقوشة. و هي مرصعة بأشكال لرؤوس رجال مغطاة بالعمامات و نساء مغطاة بالخمار و التي لا تترك مجالا للشك عن الطابع العربي للمكان ، توجد أيضا رؤوس لطيور برية و مدجنة بعضها و هو يقضم بضع أغصان من العنب و الفاكهة الأخرى.
حين الخروج من القاعة و التوجه إلى ساحة القصر يصادفنا خندق مائي يتبع للمبنى الشرقي و الذي يتكون من ثماني غرف على اليمين يقابلها نفس العدد في الجهة الأخرى. في الجانب الغربي المطل على الساحة توجد لوحة ملونة لأزهار و حيوانات بالإضافة لعدد من الألواح الزجاجية المخزنة في الزاوية.
حين التقدم إلى الأمام، نعبر إلى الساحة الداخلية الرئيسية و التي يرتفع حولها عدد من الأبنية ، مساحة هذه الساحة هي حوالي 29 ضرب 28 متر . محاطة بأعمدة يعلوها أقواس من الرخام تدعم سقفا و يشكلان معا رواقا أمام الغرف في الخلف. أرضية الساحة و الرواق مرصوفة بقطع من البلاط الأسود. في هذه القطع توجد فتحات خاصة لخروج المياه من القصر.
المبنى الشرقي مكون من أربع غرف مستطيلة الشكل يتوسطها الجامع الخاص بالخليفة و قد رصفت أرضيتها بالرخام الأبيض. إلا أن المحراب في هذا الجامع قد خلى من أية زينة أو زخارف. هذه الغرف لم تكن مغطاة بالقرميد إلا أنه وجدت أكوام من قطع القرميد جاهزة للاستخدام. الغرف و المصلى كانت مغطاة بقطع من القرميد و الحجارة و التي كانت تمنع تسرب المياه إلى الداخل.
كان مقر الخليفة في المبنى الغربي و هو مكون من صفين من الغرف كل صف يحتوي على ستة غرف بمساحات مختلفة. و قد احتوت هذه الغرف على أبواب داخلية تصلها مع بعضها البعض. بحيث لا يتوجب على المقيمين بها مغادرتها و الخروج إلى الرواق و الفناء. في الوسط يقع الحمام الخاص بالخليفة و هو ينخفض بمقدار 5 أمتار. في داخل الحمام كان هناك مدفأة، حوض ساخن للاستحمام، و مكان للاستراحة. كانت المقاعد الموجودة على الجانبين مرصوفة بقطع ملونة صغيرة من الموزاييك. كانت المياه تتدفق إلى الحمام من حوض يمتلأ بالماء من القناة الرئيسية. و على السطح كانت توجد غرفة مخصصة لأعمال الخليفة و كانت مسقوفة بالقرميد الأحمر.
المبنى الشمالي يضم قاعة استقبال كبيرة بطول 29 متر و عرض 11 متر و لم تكن هناك أية قواطع تجزئها لغرف منفصلة و كانت هناك بعض الجسور بها و احتوى سطحها على سبع قبب صغيرة.
بين قاعة الاستقبال الشمالية و المبنى الشرقي يوجد سلم يؤدي للأرضية العلوية المطلة على ساحة القصر. سقف الرواق الداخلي يقف على أعمدة من الرخام الأبيض و هي اصغر من الأعمدة الموجودة في الأرضية السفلية. بعض هذه الأعمدة نقش عليها صلبان تدل على أنها أخذت من بقايا الكنائس المحلية. بين هذه الأعمدة الرخامية يوجد شكل مرسوم بالجص بعدة أشكال و رسومات هندسية. و قد وجدت مرمية على الأرضية إلى جانب رسومات من الجص للتزيين. و قد جمعت جميعها في غرفة خاصة في متحف الآثار في القدس. بمجرد النظر على هذه الأشكال الجصية تجد أنها تنافس مع أحدث ما توصل إليه هذا الفن لدى الفارسيين.
أجمل الأروقة التي وجدت في القصر كانت تلك المعروفة بالشرقية المطلة على الحديقة الصغيرة أمام القصر . و الحقل الرائع المحيط بالقصر و الذي كان بمثابة متنزه رائع و خلاب بأشجاره و أزهاره و قد كان كقطعة من حدائق دمشق.
بنزول السلالم التي تسلقناها سابقا نعود إلى الرواق الذي يقع أمام قاعة الاستقبال الشمالية و بالمضي نحو الغرب و تغيير الوجهة نحو الجنوب نجد أنفسنا بطريق على يمين حديقة مفتوحة تابعة للمصلى. و هو المصلى المخصص للمقيمين في القصر. و نستطيع رؤية المحراب بوضوح إلى الجنوب. و كذلك نرى خلفها بقايا المنارة التي تصل قاعة الاستقبال الغربية.
نصل الآن إلى الممر الغربي الذي يصل إلى القاعة الرئيسية و مكان الاستقبال الذي يصل إلى منطقة الحمامات. و هي قاعة مربعة الشكل يحتوي كل حائط لهذه الغرفة على انحناءات و في كل انحناء يقف تمثال لامرأة عارية الصدر تضع الحلي أو تمثال لرجل بلباس الأسود. و يميز هذه الغرفة وجود قطع الفسيفساء الملونة مما يجعلها تحفة فنية رائعة. من الأشياء الغاية في الأهمية هو ما وجد في الجزء الأوسط من الحائط الغربي حيث كان يجلس الخليفة لمشاهدة الفتيات يرقصن أمامه في هذه الغرفة المميزة. و كانت هذه القاعة مسقوفة بشكل قبة كبيرة في الوسط محاطة بأربعة قباب منخفضة.
عندما كان الخليفة ينتهي من الاستحمام كان يدخل إلى غرفة تقع إلى الشمال الغربي من قاعة الاستقبال. القسم الداخلي لهذه الغرفة يحتوي على غرفة نصف دائرية مرصوفة بأفضل أنواع الموزاييك في العالم . و تظهر شجرة البرتقال فيها. و تحتها و على جانبيها تظهر ملامح لحيوان منتصر و غزال منهزم و حول هذا الشكل يوجد رسم لسجادة فارسية . و قد رصعت ب16 نوع من الحجارة.
الأقسام الخاصة بالحمام قد وجدت خلف القاعة من جهة الشمال. و يتم توزيع المياه الساخنة المتدفقة منه عبر أنابيب من الصلصال. في بعض هذه الأقسام كان المستحم يستمتع بحمام من البخار مشابه للحياة المترفة في أيامنا هذه. عندما كان الجص يقشر كان القرميد الأحمر يظهر و الذي وضع للحفاظ على الحرارة . معظم الحمامات كانت تحتوي على مقاعد جانبية وضعت لكي تسمح للمستحم بالراحة بعد أن تأخذ عضلاته بالاسترخاء. و في السقف كانت هنالك بعض النوافذ التي تسمح لضوء خفيف بالنفاذ لراحة الأعصاب. في خارج القصر كانت هنالك حديقة كبيرة ملئ بالأشجار و الزهور. بقايا الجامع و المحراب يمكن رؤيتها بوضوح و هو يقع بين القصر و الحمامات. من الواضح أنه قد تم استجلاب فنانين بيزنطيين للعمل على هذه اللوحات و الفسيفساء و التي تعتبر من أجمل اللوحات الفنية التي تم العثور عليها. منقبو الآثار الذين نفذوا الحفريات الأثرية في القصر يعتقدون بأن الزلزال الذي ضرب المنطقة في سنة 746 ميلادية قد دمر معظم الأبنية في القصر قبل أن يجهز الطابق العلوي. لقد دمر القصر في الوقت ذاته حين دمرت كنيسة القيامة في القدس بعض الكنائس في جرش و البعض الآخر في أنحاء متفرقة من المنطقة. و قد ظل موقع القصر مهجورا حتى بدء الناس بتشييد البيوت في مدينة أريحا حيث بدأ السكان المحليين بأخذ بعضا من حجارته المنحوتة لبناء بيوتهم. العمل على بناء القصر و تجهيزه استمر حتى وفاة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك 125 بعد الهجرة. 743 بعد الميلاد و لا يوجد دليل واحد حول إمكانية قضاءه شتاءا واحدا فيه.
بعد ثلاثة سنوات من هذا الوقت انهارت الدولة الأموية. و لم يظهر العباسيون أي اهتمام بالبناء. و لذلك قاموا بنقل مقر الخليفة إلى العراق. من غير المستبعد أن تكون النقود القديمة و الفخاريات التي وجدت من هذا العصر تخص العمال الذين عملوا في القصر في ذلك الوقت. و تستطيع معرفة ذلك من الأسماء مثل قسطنطين ، سيمون، يوحنا، و ماركوس، حيث عمل بعض المسيحيون هنا أيضا.
من الملاحظ أيضا أن مجموعة من جيش صلاح الدين الأيوبي قد قامت بترميم بعض الغرف في القصر و سكنتها في القرن الثاني عشر بعد الميلاد. و قد وجدت بعض المخلفات التي تعود لهم مثل العملات المعدنية القديمة و المصنوعات الفخارية. و قد بقي القصر على هذا الوضع أي بمثابة أنقاض حتى عام 1933 حين بدأت الحفريات الأثرية ثم قامت وزارة الآثار الأردنية و على مدى خمسة أعوام من 1957-1961 بالكشف عن البقايا لهذا القصر و قد خضت الحفريات التي جرت ما بين 1957 –1958 عن اكتشاف بيوت العمال الذين قاموا ببناء القصر. هذه الاكتشافات تعود إلى الفترة بين القرن الثامن و الإثنى عشر ميلادي.
يبين لنا القصر مدى التقدم في الحياة الاجتماعية لدى المسلمين.فهي مزودة بشبكة من القنوات موصولة بأماكن للاستحمام. الجص المنحوت الذي وجد في هذه الأبنية قد نقل للمتحف الفلسطيني للآثار في القدس حيث يتم عرضها الآن. و هذا لأن الجص يعتبر من المواد الهشة و لا يمكن تركه عرضة للتغيرات في الطقس.
هذا هو قصر هشام صراع الإنسان و كفاحه . القصر هو من أعظم الأماكن السياحية من العصر الأموي الموجودة في الضفة الغربية و لنبرهن على ذلك فقد زار قصر هشام في عام 1961 قرابة 19154 زائر و في 1962 قرابة 23302 زائر و في 1964 قرابة 19376 زائر و في 1965 قرابة 25429 زائر.
فادي المحاريق
توجد هنالك العديد من المواقع التاريخية المثيرة للاهتمام والتي يتوجب زيارتها تقع على طريق القدس الرئيسي المؤدي إلى أريحا حيث شقت هذه الطريق في وسط منطقة شبه صحراوية تعرف محلياً باسم بريّة القدس، هذه المنطقة الصحراوية تقدر بحوالي 500 كيلو متر مربع ولا تحتوي على أية مياه وقد كانت مزاراً للرهبان في الحقبات الزمنية السابقة حيث كانوا يتأملون ويتعبدون في أجواء هذه البرية الصافية و الهادئة، واليوم أيضاً وبنفس سحر الأزمنة القديمة يقوم البدو الموجودون هناك بنصب الخيام على أطراف الطريق الممتد إلى أريحا ولكن الشيء الوحيد الذي ينغص هذه الحياة البسيطة التي يعيشونها هو ظهور مستوطنتين إسرائيليتين في المنطقة، ظهرتا بشكل مفاجيء وبدون سابق إنذار تحصل هذه المستوطنات على المياه عن طريق حفر آبار عميقة تصل إلى مخزون المياه الجوفي مما يؤدي إلى التأثير على جريان المياه الطبيعي إلى مدينة أريحا.
العيزرية
على مسافة 4 كيلو مترات شرقي مدينة القدس وعلى الطريق الرئيسي ( القدس - أريحا ) تقع القرية الفلسطينية المعروفة باسم العيزرية، توجد في هذه القرية الكنيسة المعروفة باسم بيثني، الاسم العربي للقرية مشتق من الاسم الإغريقي القديم لازاروس والذي وفقاً لكتاب العهد الجديد أن السيد المسيح عليه السلام قد أقامه من بين الأموات، في القرن الرابع الميلادي بني على ضريح لازاروس معبد صغير، حول هذا المعبد فيما بعد إلى كنيسة في فترة حكم الصليبيين، بعد ذلك تم تحويل الكنيسة إلى جامع لكنها أعيدت إلى كنيسة في القرن السابع عشر، الكنيسة الموجودة حالياً بنيت في سنة 1950 على يد الرومان الكاثوليك، في الجوار أيضاً توجد الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بقبتها الزرقاء الرائعة ( أوقات الزيارة من الساعة الثامنة إلى الحادية عشرة والنصف وكذلك من الساعة الثانية إلى الخامسة مساءً )
الخان الأحمر
على بعد 10 كيلو مترات شرقي مدينة القدس و على الطريق الرئيسي المؤدي إلى أريحا يقع الخان الأحمر والمعروف أيضاً بالخان السامري، الخان هو عبارة عن بناء عثماني من القرن السادس عشرة، كان مزاراً للتجار على هذا الطريق القديم الذي يربط ضفتي نهر الأردن حيث كانوا يتوقفون للاستراحة وإطعام الخيول.
أما اليوم فيوجد هنالك متجر للتذكارات وخيمة بدوية تقدم المرطبات للسياح، على الجهة المقابلة توجد هناك آثار واضحة لكنيسة سان يوثيميوس التي بنيت في القرن الخامس وأصبحت المركز الهام للنساك في فلسطين، بنيت هذه الكنيسة في هذا الموقع تمجيداً لقصة السامري الطيب الذي ساعد المسيح عليه السلام في رحلة العودة إلى القدس، اسم "نزل السامري الطيب" هو مشتق من هذه القصة وقد استمرت هذه الكنيسة إلى القرن الثالث عشر إلى أن قام بتدميرها السلطان المملوكي بيبرس وذلك لأنها كانت مقامة على طريق الحجاج الزائرين لمقام النبي موسى، على التلة الموجودة خلف الخان تقع مستوطنة معاليه أدوميم التي أقيمت سنة 1978 بعد احتلال الأراضي المقامة عليها والتي أصبحت بمثابة مدينة الآن، تسعى السلطات الإسرائيلية الآن إلى دمج المستوطنة إلى ما يعرف بمشروع القدس الكبرى.
( دير السان جورج ) وادي القلط
بعد اجتياز الخان الأحمر تبدأ الطريق بالانحدار نحو وادي الأردن، وبعد اجتياز الخان بثلاثة كيلو مترات توجد هنالك طريق ضيقة على الجهة الشمالية تؤدي إلى وادي القلط ودير السان جورج ( دير القلط )، الوادي هو انهدام طبيعي بين الهضاب المجاورة وهو مكون من جدران صخرية عالية تمتد لمسافة 45 كيلو متر بين أريحا والقدس، الطريق الضيقة والوعرة التي تمتد بمحاذاة الوادي كانت في يوم من الأيام الطريق الرئيسي لمدينة أريحا ولكنها تستعمل الآن من قبل السياح الزائرين للدير.
في القدم، كان الوادي والجداول وأنظمة الري القديمة تعتبر الأكبر والأكثر أهمية في البلاد.
سكن النساك والرهبان هذا الوادي منذ القرن الثالث الميلادي،فقد سكنوا في البداية في الكهوف ثم في كوات صغيرة في الصخر، لكنهم بدءوا في بناء الأديرة في القرنين الخامس والسادس، تم بناء العديد من هذه الأديرة هنا، ولكن دير سان جورج هو الوحيد الذي نجا من التدمير خلال فترة الغزو الفارسي سنة 614 بعد الميلاد، تم تدمير هذا الدير وقتل العديد من الرهبان والنساك، في داخل الدير يتم عرض العديد من الجماجم والمومياوات للرهبان القتلى.
يعرف الوادي أيضاً كموقع رائع لممارسة رياضة تسلق الجبال و المشي خصوصاً في فصل الشتاء،فقد تم وضع علامات مميزة على طريق مخصص للمشي بطول 15 كيلو متر يبدأ من ينابيع القلط وحتى موقع "تلول أبو العلايق "أو "قصر هيرودوس الشتوي " في أريحا، أوقات الزيارة من الساعة التاسعة وحتى الثانية عشرة ومن الساعة الثانية وحتى الساعة الرابعة.
مقام النبي موسى
من المتعارف عليه محلياً أن مقام النبي موسى يعتبر مكاناً مقدساً لأنه يضم ضريح النبي موسى، فالنبي موسى عليه السلام يعتبر من اهم الرسل في حياة المسلمين.
الحجارة الحمراء القابلة للاشتعال تزيد من قداسة وحرمة هذا المقام، هذه الخاصية الرائعة في هذه الحجارة ترجع إلى احتواء الأملاح الموجودة فيها على القطران و الزيت،وقد استخدم الحجاج هذه الحجارة للطهي وللحصول على الدفء في فصل الشتاء.
لقد كان هذا الضريح مركزاً للمهرجان السنوي الذي يقيمه الحجاج والمعروف باسم "المواسم" وذلك من أيام القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الطغيان الصليبي في القرن الثاني عشر الميلادي، المسلمون يعتقدون بأن سيدنا موسى عليه السلام قد دفن هنا مع العلم ووفقاً لكتاب العهد القديم ( سفر تثنية الاشتراع 34 ) لم يدخل سيدنا موسى عليه السلام فلسطين أو أرض الميعاد أبداً، ولكنه في الأغلب مات في جبل نيبو في الأردن.
البناء الحالي مكون من الجامع و المنارة وحجرات مختلفة وقد أكتمل في سنة 1269 بعد الميلاد خلال فترة حكم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الذي حكم في الفترة الممتدة بين 1260 و 1277، قام هذا السلطان بتوريث العديد من الأراضي الزراعية والقرى كأراضي " وقف " للحفاظ على المقام ، من هذه الأراضي ترمس عيا، المزرعة، خربة أبو فلاح، صور باهر، وكذلك أراضي وادي القلط، في حقبات زمنية لاحقة تم ضم أراضي وقرى أخرى من منطقة نابلس وعجلون.
تم إضافة العديد من الغرف للحجاج والتي غيرت من معالم المقام الخارجية حتى وصل إلى شكله وحجمه الحاليين في 1475 ميلادي،كذلك أجريت إصلاحات أخرى هامة خلال الحكم العثماني في 1820، هذه المعلومات موثقة في نقش حجري موجود في أعلى المدخل الغربي للمقام.
مواسم النبي موسى
إن تطور الاحتفال السنوي الذي يقيمه الحجاج في مقام النبي موسى يرجع إلى أيام القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من أيدي الصليبيين، وكدليل على عظمة المسلمين ونواياهم الحسنة اتجاه المسيحيين سمح القائد صلاح الدين الأيوبي بموجب شروط معاهدة أقامها مع المسيحيين بزيارة الأماكن المقدسة في عيد الفصح المجيد، لهذا السبب فإن أوقات الحج لدى المسيحيين واحتفالات النبي موسى هي دائماً في الأسبوع الذي يسبق عيد الفصح، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت القدس مزاراً لآلاف المسلمين من كافة أنحاء فلسطين في ما يعرف بيوم الجمعة الحزينة، يقومون في هذا اليوم بالصلاة في المسجد الأقصى ومن ثم يسيرون بتجمعات ضخمة ومهيبة يغنون الأغاني الدينية ويرقصون رقصات الدبكة الشعبية ويعزفون المزامير ويقرعون الطبول حتى يصلون إلى المقام لتستمر الصلوات والاحتفالات من ركوب الخيل والألعاب المختلفة لمدة خمسة أيام متتالية حول المقام، وعلى مرّ السنين أصبح هذا الاحتفال أحد أجمل وأشهر الاحتفالات في فلسطين.
احتفال "المواسم" هو بمثابة احتفال ومناسبة دينية وهو يعتبر أيضا وقت للاستجمام والترفيه وهو حدث اجتماعي مهم أيضاً فهو يجمع بين مختلف طبقات الناس الذين يعيشون في فلسطين حيث يناقشون أمورهم ويقيمون روابط وعلاقات ونشاطات مع بعضهم البعض.
يأتي الوافدون من مدن بعيدة مثل حيفا، نابلس ، يافا ، الخليل، والقدس ومدن وقرى أخرى في فلسطين، من جهة أخرى ظهرت الأهمية السياسية لهذا التجمع العظيم في أحداث 1920 و 1930 حيث تظاهر العشرات من الفلسطينيين المحتفلين بمواسم النبي موسى ضد الهجرات الصهيونية والمستوطنات في فلسطين وضد حكومة الانتداب البريطاني التي أيدت هذه الهجرات في سنة 1930.فقد أستدعي الجيش البريطاني ليقمع هذه التظاهرات في هذا الموقع وفي سنة 1937 حظر البريطانيون الاحتفالات في الموقع بشكل كامل،ولكن الحجاج استأنفوا زياراتهم في سنة 1987 حيث حضر احتفال "المواسم" الذي نظمته مؤسسة الأوقاف الإسلامية في القدس أكثر من خمسين ألف فلسطيني بعد انقطاع دام 50 سنة.
الاحتفالات توقفت بعد الإجراءات الاستبدادية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الانتفاضة ( 87 – 95 ) و لكن اللجنة الخاصة لترويج السياحة في محافظة أريحا وبالتعاون مع وزارة الأوقاف الإسلامية قامت بإعادة إحياء هذه الاحتفالات تحت رعاية الرئيس ياسر عرفات سنة 1997.
وصف للموقع
يمثل بناء المقام الفن المعماري الإسلامي بأبسط وأجمل صورة، فهو بناء ضخم مكون من ثلاثة طوابق يعلوها مجموعة من القباب، ويتكون البناء من ساحة كبيرة مفتوحة تقع في المنتصف وحولها أكثر من 120 غرفة وقاعة، الجامع الرئيسي مع المنارة يقع مقابل الحائط الغربي للساحة. في الداخل، يوجد هناك محراب يشير نحو مكة المكرمة وهو يستخدم من قبل الإمام الذي يأم الصلاة، ينقسم الجامع إلى قسمين بوجود حائط مع فتحة كبيرة من القسم الشرقي الكبير وهو مخصص للرجال والقسم الغربي الأصغر المخصص للنساء، على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسي يوجد هنالك باب يؤدي إلى غرفة صغيرة يتوسطها ضريح مغطى بقماش أخضر حيث يقع مكان دفن النبي موسى عليه السلام .
يوجد هناك نقش مملوكي على الحجر باللغة العربية على الحائط ينص : " تم بناء هذا المقام على قبر النبي الذي تكلم مع الله سبحانه وتعالى وهو موسى عليه السلام بناءً على أمر من جلالة السلطان طاهر أبو الفتاح بيبرس سنة 668 هجري" لقب أبو الفتاح يعني الفاتح وقد لقب بهذا الاسم عد تحريره لفلسطين من أيدي الصليبيين .
تقوم المنارة التي تقع خارج الجامع بإضافة مظهر شمولي رائع للمقام ولوادي الأردن وللهضاب الصحراوية الموجودة في الخلف، في يوم صاف يستطيع المرء رؤية تلال مؤاب على الضفة الشرقية لنهر الأردن، وكذلك جبل نيبو الذي له علاقة مع قصة النبي موسى عليه السلام حسب الكتاب المقدس.
تخص المقبرة الكبيرة التي تقع خارج أسوار المقام المسلمين الذين توفوا خلال الاحتفالات أو الذين طلبوا أن يدفنوا هنا بسبب المكانة الدينية للموقع، ومن المتعارف عليه محلياً أن المقبرة تحتوى على ضريحين مهمين بني عليهما مقامين اثنين المقام الأكبر يقع إلى الغرب من مقام النبي موسى عليه السلام بمسافة كيلو متر واحد وهذا المقام حسب التقاليد والأعراف هو لحسن الراعي وهو راعي أغنام عمل لدى النبي موسى عليه السلام، مع العلم أنه وبالرجوع إلى المعلومات المدونة فإن حسن الراعي يكون الحارس المسؤول عن حراسة المقام في القرن التاسع عشر ومن سوء الحظ أنه تم تخريب هذا المقام في السنوات الأخيرة، اما المقام الثاني والذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية هو للسيدة عائشة وهي امرأة صالحة عاشت في المنطقة في السابق وأول ذكر لهذا المقام كان في سنة 1920.
المقام اليوم
استمر الحظر المفروض على إقامة احتفالات "المواسم" في سنة 1937 حيث استخدم المقام كقاعدة عسكرية تحت الحكم الأردني وتحت الحكم الإسرائيلي فيما بعد حتى سنة 1973 حيث سلم الموقع إلى الوقف الإسلامي في القدس، أجريت هذه الاحتفالات لمرة واحدة في 1987 ولكنها أوقفت من قبل الإسرائيليين في بداية الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال في شهر كانون أول من تلك السنة وفي سنة 1992 وضعت اتفاقية أوسلو هذا المكان المقدس تحت وصاية وزارة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية وقد كان من الضروري إجراء العديد من الإصلاحات والترميمات للمقام، وقد قامت السلطة الوطنية الفلسطينية بتعيين لجنة خاصة لهذا الأمر.
اليوم تعيش عائلة فلسطينية من مدينة أريحا في الموقع و تقوم بالاعتناء به وهم سيسعدون باصطحاب الزوار في جولة حول المقام، هذه العائلة تدير متجر صغير لبيع الهدايا الرائعة والنادرة مثل زيت الزيتون المصنوع محلياً والصابون المصنوع من الزيت والعسل حيث تذهب العائدات للمحافظة على الموقع وصيانته، يكون المقام مفتوح يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى غروب الشمس ولا توجد رسوم دخول للموقع.
ولكن التبرعات المالية التي تذهب للمحافظة على المقام وصيانة المرافق الخاصة به فهي تلاقى بالترحاب.
الموقع
يعتبر مقام أو ضريح النبي موسى عليه السلام مثلاً رائعاً للفن المعماري الإسلامي القديم خاصة وأنه مقام في بيئة طبيعية مثيرة للإلهام ، يقع المقام على بعد 8 كيلو متر إلى الجنوب الغربي من مدينة أريحا على الطريق الرئيسي الذي يربط القدس مع مدينة أريحا ويمتد من الطريق الرئيسي مسافة 2 كيلو متر إلى الشمال.
لذلك فهو يقع على بعد 28 كيلو متر إلى الشرق من مدينة القدس في منطقة شبه صحراوية تدعى برية القدس و 2 كيلو متر مروراً بالإشارة التي تدل على مستوى سطح البحر.
المعلومات السابقة هي من نسخة معدلة من النص الأصلي صادرة عن الجمعية الفلسطينية للتبادل الثقافي ( PACE ) في رام الله وكذلك عن مقالة كتبت من قبل مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في القدس ومن تقرير أعده عباس نمر نشر في جريدة القدس في 1997.
مقام حسن الراعي ومقام عائشة
حفظت المقبرة الكبيرة خارج أسوار المقام للحجاج للمسلمين الذين ماتوا هنا خلال الاحتفالات أو أولئك الذين طلبوا أن يدفنوا هنا بسبب الأهمية الدينية للمقام، وبالرجوع إلى التقاليد والأعراف المحلية فإن المقبرة تحتوي على ضريحين مهمين شيد عليهما مقامين اثنين، المقام الأكبر والذي يقع إلى الغرب من مقام النبي موسى بحوالي كيلو متر واحد هو لحسن الراعي وهو راعي أغنام عمل لدى النبي موسى عليه السلام مع أن المحفوظات تشير إلى أنه كان حارس المقام في القرن التاسع عشر، المقام الأخير في الجنوب الشرقي يعتقد أنه لعائشة وهي زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويعتقد أيضاً أن عائشة قد توفيت في سوريا فربما كان هذا المقام لامرأة صالحة عاشت هنا وكانت تسمى بنفس الاسم.
تلول أبو العلايق
الموقع مشيد بين عدة تلال منخفضة على جانبي وادي القلط وهو يقع على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا عند نقطة التقاء وادي القلط مع سهل أريحا، تستطيع الوصول إلى هذا الموقع بسلوك الطريق العام القدس / أريحا أو من المفضل سلوك طريق أريحا القديم المحاذي للوادي، إن أقدم الاكتشافات في موقع تلول أبو العلايق تعود إلى العصر النحاسي 4500-3100 قبل الميلاد ولكن البقايا المهدمة القديمة تعود للعصر الهلنستي أو العصر الروماني، كانت أريحا في فترة الإمبراطورية الرومانية حديقة غناء مليئة بالفاكهة وأشجار النخيل وقد قام مارك أنتوني بإهداء هذه المدينة الجميلة إلى كيلوبترا ملكة مصر.
وصلت المدينة إلى قمة تطورها في فترة حكم هيرودوس العظيم الذي قام ببناء قصره الشتوي في موقع تلول أبو العلايق فيعتبر هذا القصر من أفضل وأجمل الأبنية المرممة في الموقع والتي لربما كانت المركز الإداري لمدينة أريحا في ذلك الوقت، لقد بني القصر على جانبي الوادي للسماح لساكنيه بمشاهدة المياه المنسابة في الوادي في فصل الشتاء.
عثر على حديقة ضخمة من أشجار النخيل والبلسم بمساحة تقدر بـ 11000 متر مربع خلال حملات التنقيب عن الآثار من الناحية الشمالية من القصر، وقد سميت الحديقة بالحديقة الملكية وقد تم العثور أيضاً على أساسات للحائط الذي يحيط بالأبنية وكذلك على بعض الورش وبرك السباحة والأفران ومعصرة لصناعة الخمر وأنظمة مجاري وأبنية لحفظ المياه و كانت هذه المنطقة تعرف بالمنطقة الصناعية للمدينة آنذاك.
من غير المعروف متى هجر هذا الموقع ولكن التقديرات تشير إلى أن هذا قد تم حين ضربت المنطقة بزلازل عنيف في القرن الأول للميلاد، بعض الآثار في تلول أبو العلايق من العصر البيزنطي والإسلامي تشير إلى أن الموقع لم يهجر بشكل كامل ولكنه تقلص بالمساحة، لا يوجد رسوم دخول للموقع وأوقات الزيارة هي طوال اليوم.
أريحا القديمة ( تل السلطان )
إن أقدم منطقة في أريحا تقع على سفح تلة تشرف على هذه الواحة الغناء على بعد 2 كيلو متر إلى الجانب الشمالي الغربي من المدينة الحالية، أظهرت الاستكشافات الأثرية التي قام بها عالم الآثار البريطاني ك. كينيون وجود مستوطنات تعود إلى 9000 سنة قبل الميلاد، تحدد هذه الفترة، فترة الانتقال من البداوة إلى الاستقرار الزراعي، ويعتقد بوجود بقايا لـ 23 حضارة قديمة قامت بالبناء في هذا الموقع، العديد من الهياكل القديمة واضحة هنا من ضمنها أقدم نظام درج في العالم، أقدم حائط وأقدم برج دائري للدفاع في العالم حيث يعود إلى 7000 سنة قبل الميلاد وهو موجود في وسط الموقع، هذه الاكتشافات قد جعلت من مدينة أريحا أول مدينة محصنة في التاريخ، آخر سلالة قامت بالاستيطان في هذا الموقع تعود إلى العصر البيزنطي والعصر الإسلامي الأول
تعتبر مشاركة ومساهمة مدينة أريحا في الحضارة الإنسانية فريدة من نوعها، فهي تعتبر السباقة في مجالات عدة منها تدجين الحيوانات والزراعة المنظمة وكذلك اختراع صناعة الفخار.
هذه التطورات في المجتمع القديم جرت قبل 1000 سنة من فترة الميزوبوتاميا وفترة تطور مصر القديمة فالأسوار والأبراج في أريحا قد سبقت الأهرامات في مصر بحوالي 4000 سنة، تعود شهرة مدينة أريحا أيضاً بكونها دمّرت من قبل القبائل الإسرائيلية الغازية في سنة 1200 قبل الميلاد كما هو مدون في العهد القديم مع العلم ان التنقيبات الأثرية لم تشر إلى أي دليل حول هذه القصة، في الجهة المقابلة للتل يقع نبع عين السلطان حيث وفرة المياه، يبلغ نتاج هذا النبع من المياه حوالي 700 متر مكعب في الساعة والذي يجعله أهم نبع من ينابيع أريحا والتي هي نبع نويعمة، ديوك، العوجا والقلط.
سمي نبع عين السلطان بهذا الاسم لأن البابليون قد قاموا باقتلاع عيني ملك منحى عن العرش من بيت المقدس هنا، وقد أطلق عليه أيضاً اسم نبع اليشا بعد أن قام النبي إليشا بتحلية مياه هذا النبع، الموقع مفتوح للزيارة يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساءً.
جبل التجربة
كانت مدينة أريحا البيزنطية موجودة في داخل وحول المدينة الحالية الحديثة فقد تم اكتشاف العديد من الأديرة والكنائس هنا، أهمها الاكتشافات الخاصة بدير قرنطل ،يبلغ ارتفاع جبل قرنطل نحو 350 متر إلى الغرب من مدينة أريحا والتي تطل على وادي الأردن، هنا في هذا الموقع أمضى السيد المسيح عليه السلام 40 يوماً وليلة صائماً ومتأملاً خلال إغراءات الشيطان له
على المنحدر الشرقي للجبل توجد هنالك العديد من الكهوف يبلغ عددها تقريباً 30-40 كهف وقد سكنها النساك والرهبان في الأيام الأولى للمسيحية.
المسار الذي يؤدي إلى الدير اليوناني شديد الانحدار ومن الصعب تسلقه ولكن المكان يستحق الزيارة إما مشياً على الأقدام أو باستعمال العربات المعلقة وهي أول عربات معلقة أقيمت في فلسطين وكذلك وبالإضافة إلى الدير الروماني، يستطيع المرء رؤية الحصن الروماني في أعلى الجبل والذي بني ليحمي الوادي، كلمة قرنطل هي اشتقاق من الكلمة اللاتينية "فاردارغيتا" والتي تعني "أربعون" إشارة إلى المدة التي قضاها السيد المسيح عليه السلام صائماً ومتعبداً في الموقع، وقد أطلق هذا الاسم على الجبل الصليبيون في القرن الثالث عشر، أوقات الزيارة هي من الساعة السابعة صباحاً إلى الثالثة مساءً ومن الساعة الرابعة مساءً إلى الساعة الخامسة مساءً في الصيف ومن الثالثة مساءً إلى الرابعة مساءً في الشتاء.
طواحين السكر
في منتصف الطريق بين تل السلطان وجبل قرنطل وعلى جهة اليمين، تقع طواحين السكر، من المعروف أن إنتاج قصب السكر وتصنيعه كان معروفاً من زمن الأمويين، وقد قام الصليبيون بتوسيع إنتاج السكر للتصدير إلى أوروبا ولهذا قاموا ببناء طواحين سكر متطورة بقيت آثارها في مدينة أريحا، الآثار الدالة على القنوات والتي جلبت المياه من عين الديوك ما تزال ظاهرة للعيان اليوم، وقد وفرت المياه الطاقة اللازمة لتشغيل الطواحين وورشات صناعة الخزف فيها ويستطيع المرء أيضاً رؤية آثار المعصرة والمصنع القديمين.
نعران
على بعد 4 كيلو مترات إلى الشمال الغربي من مدينة أريحا تقع المدينة البيزنطية الصغيرة "نعران"، تقع هذه المدينة إلى جانب نبع عين الديوك وعين النويعمة حيث تستطيع تتبع مسار القناة التي جلبت المياه إلى قصر هشام، من أكثر الآثار الدالة على هذه القناة هي روعة القوس العظيم الذي يربط أطراف الوادي بالقرب من الينابيع، تم العثور أيضا على آثار لمعبد يهودي قديم في أسفل بيت فلسطيني، تملأ أرضيته الرسومات والموازييك وتعود إلى القرن الخامس والسادس بعد الميلاد، توجد أيضاً نقوش عبرانية قديمة تبدأ بعبارة " السلام على إسرائيل " ، هذا البيت بقي تحت السيطرة الإسرائيلية حتى بعد نقل السلطات في مدينة أريحا إلى الجانب الفلسطيني ويقوم جنود إسرائيليين بحراسة الموقع على مدار اليوم.
قصر هشام
على بعد 5 كيلو متر إلى الشمال من مدينة أريحا وفي منتصف منطقة صحراوية يقع القصر الرائع المسمى بقصر هشام، كان القصر الذي شيده الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك سنة ( 724 –743 ) م أو الوليد بن يزيد ( 743 – 49 ) م مقرا للدولة، فمن المعروف أن السلالة الأموية العربية وقد حكمت امبراطورية تمتد من الهند إلى فرنسا، وكما هو الحال مع معظم الخلفاء العرب فقد فضل الخليفة هشام بن عبد الملك حرية الصحراء على حياة المدينة في العاصمة دمشق، القصر هو عبارة عن مجموعة من الأبنية وأحواض الاستحمام والجوامع والقاعات الكبيرة.
يتكون القصر من مجموعة من البنايات و الحمامات و الجوامع و قاعات مليئة بالأعمدة الأثرية، و تعتبر الفسيفساء و الزخارف و الحلي من الأمثلة الرائعة للفن و العمارة الإسلامية القديمة. يقول الخبراء بأن زلزالا عنيفا قد ضرب المنطقة و دمر الأبنية في قصر هشام قبل أن تكتمل. و بفعل الأتربة و الأنقاض المتراكمة حفظت الفسيفساء و الرسومات الرائعة الموجودة في القصر.
و تعتبر الفسيفساء الموجودة على أرضية الحمامات إلى جانب شجرة الحياة الموجودة في غرفة الضيوف من أهم عناصر الجذب للسياح و الزوار. هذه الفسيفساء تعتبر واحدة من أجمل الأعمال الفنية القديمة في العالم. العديد من الزخارف المنقوشة من الموجودات في القصر توجد في متحف روكفلر في القدس.
قام صلاح الدين الأيوبي و جنده بمحاولة إعادة السيطرة على القصر في القرن الثاني عشر الميلادي و لكن بعد ذلك و حتى سنة 1940 من هذا القرن كان القصر بمثابة مقلاع للحجارة لأهالي أريحا.
يوجد إلى يمين المدخل متحف صغير يضم مجموعة من الأواني الخزفية التي اكتشفت في الموقع. مواعيد الزيارة من الثامنة صباحا و حتى الخامسة مساءا.
الموقع:
يقع القصر لمسافة 5 كيلو مترات إلى الشمال من مدينة أريحا. من المحتمل أن يكون القصر قد شغل مساحة واسعة و ذلك لكي يتمكن الخليفة من ممارسة هواية الصيد. بقايا السور المحيط للقصر يمكن رؤيتها مبعثرة هنا و هناك. و قد امتدت حدود القصر لتصل لمسافة كيلومترين باتجاه نهر الأردن. و لكن الحدود الشمالية و الجنوبية يصعب تحديدها بدقة. و بما أنه لم يكن هنالك ينابيع بجانب القصر فقد تم جلب المياه من نبعه النويعمة التي تقع لمسافة ثلاثة كيلومترات باتجاه الشمال الغربي. تطلب هذا إنشاء عدد من الجسور في الواديين. في الأزمنة القديمة تم استغلال المياه الجارية لتشغيل طواحين الماء في موقعين في أريحا. بقايا هذه الطواحين موجودة على بعد 100 متر إلى الغرب من القصر.
التجول في داخل القصر:
المرور عبر الجدار الخارجي من البوابة الجنوبية حيث يوجد برجين دائريين على جوانب المدخل. بعد ذلك يمكن الدخول من ساحة البلاط الأمامية بطول ثلاثمائة متر و عرض 40 متر. و هي محاطة برواق مزين بالأقواس من الأربع جهات.
حين التوجه إلى الشمال نصل إلى حوض مائي مربع بعمق متر واحد بجدران مغطاة بالرخام. و هي ملونة بالأحمر و الأصفر. كانت المياه سابقا تتدفق من نافورة في الوسط و تمر عبر فتحة من الجانب الجنوبي. و قد كانت مغطاة بسقف مزين على الطريقة الفارسية.
عند الرجوع قليلا إلى الوراء و تغيير المسار نحو الشرق لدخول البوابة الشرقية، فالمدخل الرئيسي للقصر محاط ببرجين مربعين و يوجد مقعدين حجريين على جانبي المدخل في أعلى هذين المقعدين توجد منطقة ملأ بالرسومات لأزهار و أوراق شجر يعلوها ثلاث حيث كانت تقف ثلاث تماثيل. و هي مغطاة بأقواس نصف دائرية كالتي وجدت في قبة الصخرة المشرفة في القدس. فوق ذلك يوجد السقف الذي يغطي المدخل و هي مكون من عدد من الأقواس الشرقية. و قد غطي هذا المدخل بالقطع القرميدية و التي تشير إلى أنه بني على أيدي عمال من العراق . لقد كان من الطبيعي أن يتكون السقف من أحجار موجودة في سوريا.
هذا المدخل يؤدي إلى قاعة بطول 12 متر يوجد على جانبيها 9 أعمدة مغطاة مع الجدران بالجص المزين بالأشكال الهندسية المنقوشة. و هي مرصعة بأشكال لرؤوس رجال مغطاة بالعمامات و نساء مغطاة بالخمار و التي لا تترك مجالا للشك عن الطابع العربي للمكان ، توجد أيضا رؤوس لطيور برية و مدجنة بعضها و هو يقضم بضع أغصان من العنب و الفاكهة الأخرى.
حين الخروج من القاعة و التوجه إلى ساحة القصر يصادفنا خندق مائي يتبع للمبنى الشرقي و الذي يتكون من ثماني غرف على اليمين يقابلها نفس العدد في الجهة الأخرى. في الجانب الغربي المطل على الساحة توجد لوحة ملونة لأزهار و حيوانات بالإضافة لعدد من الألواح الزجاجية المخزنة في الزاوية.
حين التقدم إلى الأمام، نعبر إلى الساحة الداخلية الرئيسية و التي يرتفع حولها عدد من الأبنية ، مساحة هذه الساحة هي حوالي 29 ضرب 28 متر . محاطة بأعمدة يعلوها أقواس من الرخام تدعم سقفا و يشكلان معا رواقا أمام الغرف في الخلف. أرضية الساحة و الرواق مرصوفة بقطع من البلاط الأسود. في هذه القطع توجد فتحات خاصة لخروج المياه من القصر.
المبنى الشرقي مكون من أربع غرف مستطيلة الشكل يتوسطها الجامع الخاص بالخليفة و قد رصفت أرضيتها بالرخام الأبيض. إلا أن المحراب في هذا الجامع قد خلى من أية زينة أو زخارف. هذه الغرف لم تكن مغطاة بالقرميد إلا أنه وجدت أكوام من قطع القرميد جاهزة للاستخدام. الغرف و المصلى كانت مغطاة بقطع من القرميد و الحجارة و التي كانت تمنع تسرب المياه إلى الداخل.
كان مقر الخليفة في المبنى الغربي و هو مكون من صفين من الغرف كل صف يحتوي على ستة غرف بمساحات مختلفة. و قد احتوت هذه الغرف على أبواب داخلية تصلها مع بعضها البعض. بحيث لا يتوجب على المقيمين بها مغادرتها و الخروج إلى الرواق و الفناء. في الوسط يقع الحمام الخاص بالخليفة و هو ينخفض بمقدار 5 أمتار. في داخل الحمام كان هناك مدفأة، حوض ساخن للاستحمام، و مكان للاستراحة. كانت المقاعد الموجودة على الجانبين مرصوفة بقطع ملونة صغيرة من الموزاييك. كانت المياه تتدفق إلى الحمام من حوض يمتلأ بالماء من القناة الرئيسية. و على السطح كانت توجد غرفة مخصصة لأعمال الخليفة و كانت مسقوفة بالقرميد الأحمر.
المبنى الشمالي يضم قاعة استقبال كبيرة بطول 29 متر و عرض 11 متر و لم تكن هناك أية قواطع تجزئها لغرف منفصلة و كانت هناك بعض الجسور بها و احتوى سطحها على سبع قبب صغيرة.
بين قاعة الاستقبال الشمالية و المبنى الشرقي يوجد سلم يؤدي للأرضية العلوية المطلة على ساحة القصر. سقف الرواق الداخلي يقف على أعمدة من الرخام الأبيض و هي اصغر من الأعمدة الموجودة في الأرضية السفلية. بعض هذه الأعمدة نقش عليها صلبان تدل على أنها أخذت من بقايا الكنائس المحلية. بين هذه الأعمدة الرخامية يوجد شكل مرسوم بالجص بعدة أشكال و رسومات هندسية. و قد وجدت مرمية على الأرضية إلى جانب رسومات من الجص للتزيين. و قد جمعت جميعها في غرفة خاصة في متحف الآثار في القدس. بمجرد النظر على هذه الأشكال الجصية تجد أنها تنافس مع أحدث ما توصل إليه هذا الفن لدى الفارسيين.
أجمل الأروقة التي وجدت في القصر كانت تلك المعروفة بالشرقية المطلة على الحديقة الصغيرة أمام القصر . و الحقل الرائع المحيط بالقصر و الذي كان بمثابة متنزه رائع و خلاب بأشجاره و أزهاره و قد كان كقطعة من حدائق دمشق.
بنزول السلالم التي تسلقناها سابقا نعود إلى الرواق الذي يقع أمام قاعة الاستقبال الشمالية و بالمضي نحو الغرب و تغيير الوجهة نحو الجنوب نجد أنفسنا بطريق على يمين حديقة مفتوحة تابعة للمصلى. و هو المصلى المخصص للمقيمين في القصر. و نستطيع رؤية المحراب بوضوح إلى الجنوب. و كذلك نرى خلفها بقايا المنارة التي تصل قاعة الاستقبال الغربية.
نصل الآن إلى الممر الغربي الذي يصل إلى القاعة الرئيسية و مكان الاستقبال الذي يصل إلى منطقة الحمامات. و هي قاعة مربعة الشكل يحتوي كل حائط لهذه الغرفة على انحناءات و في كل انحناء يقف تمثال لامرأة عارية الصدر تضع الحلي أو تمثال لرجل بلباس الأسود. و يميز هذه الغرفة وجود قطع الفسيفساء الملونة مما يجعلها تحفة فنية رائعة. من الأشياء الغاية في الأهمية هو ما وجد في الجزء الأوسط من الحائط الغربي حيث كان يجلس الخليفة لمشاهدة الفتيات يرقصن أمامه في هذه الغرفة المميزة. و كانت هذه القاعة مسقوفة بشكل قبة كبيرة في الوسط محاطة بأربعة قباب منخفضة.
عندما كان الخليفة ينتهي من الاستحمام كان يدخل إلى غرفة تقع إلى الشمال الغربي من قاعة الاستقبال. القسم الداخلي لهذه الغرفة يحتوي على غرفة نصف دائرية مرصوفة بأفضل أنواع الموزاييك في العالم . و تظهر شجرة البرتقال فيها. و تحتها و على جانبيها تظهر ملامح لحيوان منتصر و غزال منهزم و حول هذا الشكل يوجد رسم لسجادة فارسية . و قد رصعت ب16 نوع من الحجارة.
الأقسام الخاصة بالحمام قد وجدت خلف القاعة من جهة الشمال. و يتم توزيع المياه الساخنة المتدفقة منه عبر أنابيب من الصلصال. في بعض هذه الأقسام كان المستحم يستمتع بحمام من البخار مشابه للحياة المترفة في أيامنا هذه. عندما كان الجص يقشر كان القرميد الأحمر يظهر و الذي وضع للحفاظ على الحرارة . معظم الحمامات كانت تحتوي على مقاعد جانبية وضعت لكي تسمح للمستحم بالراحة بعد أن تأخذ عضلاته بالاسترخاء. و في السقف كانت هنالك بعض النوافذ التي تسمح لضوء خفيف بالنفاذ لراحة الأعصاب. في خارج القصر كانت هنالك حديقة كبيرة ملئ بالأشجار و الزهور. بقايا الجامع و المحراب يمكن رؤيتها بوضوح و هو يقع بين القصر و الحمامات. من الواضح أنه قد تم استجلاب فنانين بيزنطيين للعمل على هذه اللوحات و الفسيفساء و التي تعتبر من أجمل اللوحات الفنية التي تم العثور عليها. منقبو الآثار الذين نفذوا الحفريات الأثرية في القصر يعتقدون بأن الزلزال الذي ضرب المنطقة في سنة 746 ميلادية قد دمر معظم الأبنية في القصر قبل أن يجهز الطابق العلوي. لقد دمر القصر في الوقت ذاته حين دمرت كنيسة القيامة في القدس بعض الكنائس في جرش و البعض الآخر في أنحاء متفرقة من المنطقة. و قد ظل موقع القصر مهجورا حتى بدء الناس بتشييد البيوت في مدينة أريحا حيث بدأ السكان المحليين بأخذ بعضا من حجارته المنحوتة لبناء بيوتهم. العمل على بناء القصر و تجهيزه استمر حتى وفاة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك 125 بعد الهجرة. 743 بعد الميلاد و لا يوجد دليل واحد حول إمكانية قضاءه شتاءا واحدا فيه.
بعد ثلاثة سنوات من هذا الوقت انهارت الدولة الأموية. و لم يظهر العباسيون أي اهتمام بالبناء. و لذلك قاموا بنقل مقر الخليفة إلى العراق. من غير المستبعد أن تكون النقود القديمة و الفخاريات التي وجدت من هذا العصر تخص العمال الذين عملوا في القصر في ذلك الوقت. و تستطيع معرفة ذلك من الأسماء مثل قسطنطين ، سيمون، يوحنا، و ماركوس، حيث عمل بعض المسيحيون هنا أيضا.
من الملاحظ أيضا أن مجموعة من جيش صلاح الدين الأيوبي قد قامت بترميم بعض الغرف في القصر و سكنتها في القرن الثاني عشر بعد الميلاد. و قد وجدت بعض المخلفات التي تعود لهم مثل العملات المعدنية القديمة و المصنوعات الفخارية. و قد بقي القصر على هذا الوضع أي بمثابة أنقاض حتى عام 1933 حين بدأت الحفريات الأثرية ثم قامت وزارة الآثار الأردنية و على مدى خمسة أعوام من 1957-1961 بالكشف عن البقايا لهذا القصر و قد خضت الحفريات التي جرت ما بين 1957 –1958 عن اكتشاف بيوت العمال الذين قاموا ببناء القصر. هذه الاكتشافات تعود إلى الفترة بين القرن الثامن و الإثنى عشر ميلادي.
يبين لنا القصر مدى التقدم في الحياة الاجتماعية لدى المسلمين.فهي مزودة بشبكة من القنوات موصولة بأماكن للاستحمام. الجص المنحوت الذي وجد في هذه الأبنية قد نقل للمتحف الفلسطيني للآثار في القدس حيث يتم عرضها الآن. و هذا لأن الجص يعتبر من المواد الهشة و لا يمكن تركه عرضة للتغيرات في الطقس.
هذا هو قصر هشام صراع الإنسان و كفاحه . القصر هو من أعظم الأماكن السياحية من العصر الأموي الموجودة في الضفة الغربية و لنبرهن على ذلك فقد زار قصر هشام في عام 1961 قرابة 19154 زائر و في 1962 قرابة 23302 زائر و في 1964 قرابة 19376 زائر و في 1965 قرابة 25429 زائر.
فادي المحاريق
GEO2012(فادي المحاريق)- عدد المساهمات : 70
تاريخ التسجيل : 29/03/2012
العمر : 41
رد: رحلة الى اريحا
ياريت روحت لاشوف هذه المناظر صرت متحمسة لرؤيتها
Ashjan Iqtait- عدد المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 09/04/2012
العمر : 25
الموقع : رابود-دورا -الخليل
مواضيع مماثلة
» رحلة لقمة
» رحلة لمدة عام حول الشمس
» صور حديقة الحيوانات في رحلة المدرسة على الفيس بوك
» رحلة ثلاثية الابعاد لاجمل معالم فلسطين التاريخية
» شيء لن تروه الا من خلال رحلة مدرسة رابود الثانوية لا تدعوا الفرصة تفوتكم سارعوا للتسجيل
» رحلة لمدة عام حول الشمس
» صور حديقة الحيوانات في رحلة المدرسة على الفيس بوك
» رحلة ثلاثية الابعاد لاجمل معالم فلسطين التاريخية
» شيء لن تروه الا من خلال رحلة مدرسة رابود الثانوية لا تدعوا الفرصة تفوتكم سارعوا للتسجيل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أبريل 18, 2019 4:36 pm من طرف شاكر العقيلي
» High road
الخميس فبراير 15, 2018 1:02 am من طرف شاكر العقيلي
» تجربة مسلية
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:02 pm من طرف ليالي النمورة
» من سيربح المليون - الصيغ الكيميائية
السبت سبتمبر 16, 2017 2:09 am من طرف شاكر العقيلي
» تصورات الفلاسفة والعلماء عن المادة
الثلاثاء أغسطس 29, 2017 1:17 pm من طرف شاكر العقيلي
» الضباب
الأربعاء مارس 29, 2017 7:49 pm من طرف الياس نمورة
» غلاف الارض
السبت مارس 25, 2017 1:58 am من طرف محمد رافت
» الغلاف الجوي
الخميس مارس 16, 2017 5:06 pm من طرف الياس نمورة
» الحركة الموجية ، أنواع الموجات
الثلاثاء مارس 14, 2017 8:22 pm من طرف اليمامة زير
» أفكار للمعرض العلمي
الثلاثاء مارس 14, 2017 12:53 am من طرف لمى بسام العقيلي
» التوزيع الالكتروني
الجمعة مارس 10, 2017 3:52 pm من طرف شاكر العقيلي
» لعبة العناصر
الجمعة مارس 10, 2017 3:45 pm من طرف شاكر العقيلي