صبرا ً يا أسير

الاسرى

شعر عن الاسرى

صبرا ً يا أسير

إلهي قد بكيت ُ دما ً عليهم *** و حزني قد غشى طرفي الكسيرُ

أبيت ُ وفي الفؤاد ِ جراحُ أسرى *** تقضُ مضاجعي فأنا الأسيرُ

يحاصرني شعورُ الذل ِ مما *** أرى من حال ِ أمتنا المريرُ

سجين ُ ُ يا إلهي بغير ِ ذنب ٍ *** سوى الإسلام قام له نصيرُ

إلهي ياعزيزا ً فوق قوم ٍ *** معاني الظلم ِ منهم تستجيرُ

إلهي ضيق ِ الدنيا عليهم *** و عذبهم بها وكذا القبورُ

فتمضي طرفة ُ العين ِ عذابا ً *** تحولُ وقتَ دنياهم دهورُ

فصبرا ً يا أسيرُ فأنتَ حرُ ُ *** إلى الأخرى بلا قيد ٍ تسيرُ

فتنسى ليلَ مأساة ٍ طويل ٍ *** و أنات ٍ بكت منها الجسورُ

تذكر هذه الدنيا ستمضي *** و إن طالَ الزمانُ بها يسيرُ

اتمنى لاسرانا الخروج من السجون

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الرابضون خلف القضبان صبراً فإن بعد العسر يسرا
أيها الأسود الرابضة لا نقول لكم إلا كما يقول الشاعر
فإما حياة تسر الصديق وإما مماتٌ يغيظ العدا
أيها الصامدون لا نملك إلا أن نواسيكم بقصص من السلف الصالح
فهذا زيد بن الدثنة عندما أخذه المشركون أسيراً بعد وقعة بدر ساوموه على التنازل عن الحق ،
فقال له أبو سفيان حين قُدّم ليقتل : نشدتك بالله يا زيد ، أتحب أن محمدا عندنا الآن بمكانك يضرب عنقه ، وأنك في أهلك ؟ قال : والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي ، فقال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم محمدا ،
وهذا ايضاً خبيب بن عدي عندما أراد المشركون صلبه، وقبل أن تقترب منه سيوفهم، قام إليه أحد زعماء قريش وقال له: أتحب أن محمدًا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك، فيصيح خبيب فيهم قائلاً: والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة. إنها الكلمات التي قالها زيد بن الدثنة بالأمس يقولها خبيب اليوم، مما جعل أبا سفيان -ولم يكن قد أسلم- يضرب كفًا بكف ويقول: والله ما رأيت أحدًا يحب أحدًا كما يحب أصحاب محمدٍ محمدًا
كذلك عبد الله بن حذافة السهمي يضرب مثلاً في الصبر والثبات على الحق ، فعندما أسره الروم عرض عليه ملك الروم أن يزوجه أبنته ويعطيه نصف ملكه على أن يتخلى عن دينه ، لكنه أبى وقال لملك الروم والله لو أعطيتني ملكك وملك العرب جميعاً على أن أترك هذا الدين ما تركته طرفة عين .......
أيها الأسرى لقد لاحت بشائر النصر وإن الفرج بإذن الله لقريب {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} ولا نقول إلا كما أوصانا حبيبنا صلى الله عليه وسلم ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) .